nos enfants face a la glycémie
pour bénéficier d'une bonne prise en charge vient souvent s'ajouter à celui mené contre la maladie.
nos enfants face a la glycémie
pour bénéficier d'une bonne prise en charge vient souvent s'ajouter à celui mené contre la maladie.
nos enfants face a la glycémie
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

nos enfants face a la glycémie

vivre avec le diabète en famille Aider votre enfant face à la douleur
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Une pétition a été mise en ligne pour que nos enfants diabétiques puissent bénéficier de la pompe a insuline en Algérie https://enfandiabete2012.rigala.net/t4-topic#4

 

 أثر الإيمان بالقضاء والقدر في علاج المريض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 29/02/2012

أثر الإيمان بالقضاء والقدر في علاج المريض  Empty
مُساهمةموضوع: أثر الإيمان بالقضاء والقدر في علاج المريض    أثر الإيمان بالقضاء والقدر في علاج المريض  I_icon_minitimeالخميس مارس 01, 2012 2:32 am

د. هاني بن عبدالله الجبير
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فالإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان، قال تعالى: "إنا كل شيء خلقناه بقدر". [القمر:49]. وقال: "وخلق كل شيء فقدره تقديرًا". [الفرقان: 2].

ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان قال:"أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره" (1).

وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يؤمن عبدٌ حتى يؤمن بالقدر خيره وشره من الله، وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه" (2).

فكل ما يجري في هذا الكون من تقدير الله تعالى، المكتوب عنده، لا مفر للإنسان منه، قال تعالى:"ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير". [العنكبوت:19].

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة" (3).

والإيمان بالقدر مرتبط بالإيمان بالله تعالى، والمعرفة بأسمائه وصفاته؛ لأنه مبني على المعرفة بصفات الله تعالى من العلم والإرادة والقدرة والخلق، ولهذا لم يذكر في القرآن مع بقية الأركان؛ إذ تحقيق الإيمان بالله تعالى لا يتم إلا بتحقيقه.

والإيمان بالقدر هو المحكّ الحقيقي لمدى الإيمان بالله تعالى، وهو الاختبار الأقوى لإدراك مدى معرفة الإنسان لربه سبحانه.

والإيمان بالقدر لا ينافي فعل الأسباب، بل الأسباب التي يفعلها الإنسان ليصل لهدفه هي جزء من القدر، وقد اقتضت حكمة الله تعالى أن ترتبط النتائج بأسبابها، ولذا يقدم الإنسان على فعل الأسباب، والسعي لمقصوده بالطرق التي تمكنه وهو يعلم أن لسعيه هذا أثرًا في تحقيق مقصوده، لكنه مع ذلك يعلم أن كل شيء بقدر الله وقد يكتب له تحقيق مقصوده، وقد لا يحصل له مراده، إذ السبب لا يؤثر بنفسه بل الأمر كله لله.

فالدواء مثلاً سببٌ لحصول الشفاء، لكن قد لا ينفع الدواء أحيانًا، إذ الدواء ليس هو الشافي بنفسه بل الشافي هو الله، وإنما الدواء وسيلة فقط، والمقصد من تحقيق هذا الاعتقاد أن يبقى قلب العبد متعلقًا بالله سبحانه، مع سعيه بالطرق الممكنة للوصول لمراده.

وهذا الأصل العظيم من أصول العقيدة الإسلامية له أثر كبير في علاج الأمراض، والخلاص من المعاناة، وتطمين خاطر المريض، ورفع معنوياته، وهذا ما سيظهر في الوقفات التالية.

أولاً: المرض من قدر الله تعالى:

الله تعالى حكيم رحيم بخلقه، وأفعاله سبحانه ليس فيها شر؛ ولذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (والشر ليس إليك) (4).

وما يقع في الدنيا مما يكون ظاهره الشر والمكروه كالأمراض مثلاً، فهذا ليس شرًا محضًا، بل تقديره يؤدي لمصالح عظيمة للعباد، وتأمل شُرب المريض للدواء الكريه، هو مصيبة باعتبار كونه كريه الطعم لكنه نعمة باعتبار إزالته للمرض الذي هو أشد ضررًا منه، وبذا يكون الدواء نعمة ورحمة وإن كان تجرعه صعبًا، لما فيه من مرارة.

والله تعالى أعلم بمصلحة العبد، وهو سبحانه الجواد الكريم، وهو الرحيم بعباده، فاستبصر ما وراء البلاء من النعم، وما فيه من رحمات، فإن الله لم يصبك ببلاء إلا رحمة منه بك.

ولذا قال تعالى:"ونبلوكم بالشر والخير فتنة". [الأنبياء: 35]. وقال:"وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون". [الأعراف: 168].

ومن يتأمل الحكم والمصالح العظيمة للمصائب التي تقع على الإنسان، يوقن بذلك بلا شك، ومن هذه الحِكم:

1- استخراج عبوديّة الصبر والرضا، ولا شك أن الإنسان لا ينال درجة الصبر ولا مرتبة الرضا حتى يصاب بمصيبة قال تعالى:"وبَشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون".

[البقرة: 155]. ويقول سبحانه:"وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور".[آل عمران: 186].

والمريض يمكنه أن ينال درجة الصبر، فقد أصيب بمصيبة وبقي منه الصبر عليها، أمّا من لم يصب بمصيبة فكيف يتأتى منه الصبر.

عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له" (5).

2- تكفير الذنوب والسيئات عن الإنسان، فالمرض وسائر المصائب تغسل الإنسان من ذنوبه وتكفرها عنه، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما من مسلم يصيبه أذى إلا حاتّ الله عنه خطاياه كما تحاتّ ورق الشجر"(6).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أراد الله بعبده الخير؛ عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد به الشر؛ أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة" (7).

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه" (Cool.

3- رفع درجات الإنسان.

فإن المصائب والأمراض كما تكفر سيئات الإنسان، فإنها ترفع درجته فتكون في ميزانه كالعمل الصالح، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمله فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلّغه إياها" (9).

4- دخول الجنة.

وهذا أعظم مطلب للإنسان، وقد جعل الله ثواب الإصابة ببعض الأمراض؛ دخول الجنة، ففي الحديث القدسي:"يقول الله تعالى: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه (أي عينيه) فصبر فله الجنة" (10).

وقد جاءت امرأة سوداء إلى رسول الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع فادع الله لي، فقال: إن شئتِ دعوت وإن شئت صبرتِ ولك الجنة، قالت: بل أصبر، فإني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها (11).

5- وللمرض فوائد وحكم أخرى تتعلق بسلوك الإنسان، فإن المريض يشعر بعجزه وضعفه، فيلتجئ إلى خالقه ويتضرّع إليه فينال عبادة خالية من الرياء، خالصة لله، كما أنه يجعله يستشعر نعمة الله تعالى عليه في الصحة التي يتقلب فيها، فيشكر الله على نعمه السابقة واللاحقة، وهو -بلا شك- سبب يورث الإنسان استشعارًا لعبودية الشكر، إذ تحركت لديه مشاعر الإحساس بلذة زوال المرض.

كما أن المرض يوقظ الغافل من غفلته، ويذكره بالتوبة والتحلل من المظالم، فهو فرصة للإنسان ليتدارك ما مضى، فإن شفي كانت محطّة من محطات التزود للآخرة، وإن توفي أقبل على الله وقد تدارك ما فرط فيه، ولذا فإن موت الفجأة في المقابل يفوت على الإنسان هذه الفرصة، ولذا قال ابن مسعود رضي الله عنه:"موت الفجأة حسرة على الفاجر" (12)، لأنه لا يحوز فرصة للتوبة والإنابة.

يقول ابن القيمSadلولا محن الدنيا ومصائبها لأصاب العبد من أدواء الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب ما هو سبب هلاكه عاجلاً وآجلاً، فمن رحمة أرحم الراحمين أن يتفقده في الأحيان بأنواع من أدوية المصائب تكون حمية له من هذه الأدواء، وحفظًا لصحة عبوديته، واستفراغًا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة منه، فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلي بنعمائه)(13).

ولذلك كله فالمرض ينظر إليه الموقن فيدرك أنه في الحقيقة نعمة من الله تعالى، وهذا يتضح فيما يلي.

ثانيًا: المرض لا يدل على معصية العبد:

فالأمراض وسائر المصائب مع كونها كفارة للعبد فيما اقترفه, فإنها لا تدل على أن المصاب بها عاص مستحق للمرض بمعصيته, بل لما في الإصابة بالمصائب والأمراض من الحكم فإن العبد يبتلى على قدر إيمانه، ولذا قال عليه الصلاة والسلام:"أن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط" (14).

وسأل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أشد بلاء: قالSadالأنبياء ثم الأمثل فالأمثل, يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة خفف عنه, فما يزال البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة) (15).

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوعك وعكا شديدا, وتشتد عليه الحمى حتى توجد حرارتها من فوق اللحاف, وقد قالت عائشة رضي الله عنها:"ما رأيت أحدا أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم" (16).

ولا يخفى ما أصاب نبي الله أيوب عليه السلام من مرضه الذي استمر معه ثمان عشرة سنة، حتى سمي: نبي الله المبتلى (17).

ثالثا: من رحمة الله تعالى بالمرضى أن رفع الحرج عنهم في التكاليف العملية، فخفف عنهم في الطهارة وصفة الصلاة، وأباح لهم فطر رمضان، وكذلك رحمهم في تكاليفه المعنويّة؛ ولذا أمر بزيارة المرضى، وأعظم أجر المرضى، ولم يؤاخذهم على ما يصدر منهم حال مرضهم لضعفهم.

وزيادة على ذلك فقد كتب الله تعالى للمرضى أعمالهم الصالحة التي كانوا يقومون بها في حال صحتهم وسلامتهم، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل مقيماً صحيحاً" (18).

وترخص المريض بفعله لما هو الأرفق بحاله، أو بما يعجل له البرء هو الأفضل في حقه، فإن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصة كما يكره أن تؤتى معصيته (19).

وليس رضا الله في تعذيب الإنسان لنفسه وحملها على الأعمال الشاقّة عليه، بل أجر الإنسان على قدر منفعة العمل ومصلحته وفائدته، وعلى قدر ما يحصل في قلبه من الخشوع حال العمل.

رابعاً: الأسباب المعينة على الصبر على الأمراض:

صبر الإنسان على المرض الذي يصيبه واجب عليه، ويكون بعدم إظهار الجزع أو التسخط لا بالقول ولا بالفعل.

قال ابن القيم: الصبر واجب بإجماع الأمة، هو نصف الإيمان؛ فإن الإيمان نصفان: نصف صبر، ونصف شكر، فمن لزم الصبر لم يتسخط على القدر ولم يعترض عليه، وإن كان متألماً في نفسه (20).

ولذا فإن المؤمن لا يتمنى الموت إذا أصابته المصائب، فقد قال عليه الصلاة والسلام:"لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لابد متمنياً فليقل: اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي" (21).

ومما يستحب للمريض -ولا يجب عليه- أن يرضى عن الله، وهذه درجة عالية من درجات اليقين. أما الشكوى من المرض لله سبحانه وتعالى فإنها لا تنافي الصبر، بل تعين عليه، وهي خير متنفس للعبد في بلائه. ويعقوب وهو الصابر الصبر الجميل قال:"إنما أشكو بثي وحزني إلى الله". [سورة يوسف 86] وإذا أخبر المريض عن مرضه -لا على سبيل الشكوى - وإنما لبيان حاله سواء للطبيب الذي يعالجه، أو لمحب له ليدعو له أو يطيب خاطره فذلك كله لا حرج فيه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إني لأوعك كما يوعك الرجلان منكم" (22).

قال ابن القيم: وأما إخبار المخلوق بالحال، فإن كان للاستعانة بإرشاده، أو معاونته؛ لم يقدح ذلك في الصبر، كإخبار المريض للطبيب بشكايته.. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على المريض يسأله عن حاله، ويقول: كيف تجدك (23).

وكذلك الأنين والتأوه لا حرج فيه على الإنسان إذا كان على وجه الاستراحة والتفريج لا بقصد الشكوى.

والصبر صعب على النفس ولذا يحتاج الإنسان لما يعينه عليه، ومن ذلك:

1- أن يعلم أن المرض من الله سبحانه وتعالى، قال تعالى:"قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".[التوبة:51] وقال:"ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه".[التغابن:11]. قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلّم (24).

2- اليقين بأنّ الله أرحم بالعبد من نفسه، فالله تعالى كتب على نفسه الرحمة، وقال:"ورحمتي وسعت كل شيء". [الأعراف: 156].

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبيٌ، فإذا امرأة من السبي تسعى (أي تركض) إذ وجدت صبياً، فأخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا:لا ، فقال: لله أرحم بعباده من هذه بولدها (25).

3- إدراك أن الله أعلم بمصلحة العبد من نفسه.

فالله تعالى حكيم عليم، فإذا قدر شيئاً فلحكمة عظيمة قدره، وكم من أمر تمناه الإنسان وسعى إليه فلما وصل إليه ندم على طلبه، أو زهد فيه، ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قوله:"اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله عوناً لي على ما تحب، وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب" (26).

4- معرفة وجوب الصبر، وتذكر فوائد المرض وحكمته التي سبق الإشارة إليها، فإنّ ذلك يعين على الصّبر ويمكن الإنسان منه، خاصة إذا أدرك أن جزعه لا يفيده، فهو لا يقدم ولا يؤخر، فكل ما كتبه الله فهو واقع.

5- أن يتأمل الإنسان حقيقة الدنيا وكونها دار ابتلاء قصيرة، وأن بعدها داراً هي المستقر الحقيقي له، وهناك تكون الراحة والسعادة فعلاً.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط، هل مَرّ بك نعيم قط، فيقول لا والله يا رب.

ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له يا ابن آدم، هل رأيت بؤساً قط، هل مر بك شدة قط. فيقول: لا والله يا رب. ما مرّ بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط" (27).

6- أن ينظر الإنسان إلى من هو أسفل منه، فإن نظره إلى من أصيب بمصيبة أعظم يخفف عنه الشعور بمرارة مصيبته،ولذا قال عليه الصلاة والسلام:"انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم, فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم"(28).

7- أن يصبّر الإنسان نفسه، ويحاول التأقلم والتعايش مع المرض، فما دام لا بد منه، فلتعامله كقريب نكد، تصبر عليه، وقد قال عليه الصلاة والسلام:"من يتصبّر يصبّره الله" (29) فينتظر فرج الله، فإن مع العسر يسراً.

خامساً: الخوف من الموت:

يفزع بعض المرضى من المرض لظنه أنه مدعاة للموت، والحقيقة أن المرض لا يقرب الموت ولا يباعده.

كم من صحيح مات من غير علّة***وكم من عليلٍ عاش حيناً من الدهر

فالأجل مكتوب على العبد سواء مرض أو لا "فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون".[يونس:49].

وقد نهي المسلم عن تمني الموت، إذ القلق حيال هذا الأمر يضعف النفس ويحدث لديها الخور واليأس، وهذا بحد ذاته مرض، كما أنه يزيد شدة المرض أو يضعف الانتفاع بالعلاج، فالقلق يجعل المرض مضاعفا، بخلاف الصبر فإنه يخفف المعاناة ويورث النفس قوة تعين على مقابلة المرض.

وعلى كلٍ فالإنسان لا يدري عن مصلحته، فقد تكون في موته في زمن معين، فلم القلق، وقد تقدم ما أعده الله من الأجر والفضل لأهل المصائب، وهذا يبشر المريض أنه سيقدم على رب كريم أعدّ له النعيم المقيم.

سادساً: أسباب تحصيل السكينة:

عندما تضعف النفس وتنكسر بفعل الهموم والمصائب تحتاج لأسباب تستعين بها على تحصيل الطمأنينة والسكون، والذي لا شك أنه يدفع القلق ويعين على الصبر، ويسهم في علاج المريض، ويمكنه من إكمال حياته، ومن هذه الأسباب:

1- الذكر والدعاء فإن فيها من التفويض إلى الله والاستعانة به، ما يورث الهدوء للنفس، وقد كان من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم في الكرب قوله:"لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب الأرض رب العرش الكريم" (30).

وكان عليه الصلاة والسلام إذا حزبه أمر- أي أهمه وأزعجه- قال:"يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث" (31).

وقال: دعوات المكروب:"اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت" (32).

وعلم عند الكرب أن يقال: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (33).

وقال:"ما أصاب عبداً هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً" (34).

2- الصلاة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وفيها ما فيها الذكر والدعاء، فإن الصلاة صلة مناجاة بين العبد وربه يفضى فيها لمولاه بما أهمه، ولذا قال تعالى:"واستعينوا بالصبر والصلاة". [البقرة: 45].

3- التفكير الإيجابي والبعد عن التشاؤم.

وهذا له دور كبير في محافظة الإنسان على رباطة جأشه وقوة عزيمته، فالتشاؤم والأفكار السلبية تؤثر في جسد الإنسان وتضعفه وتجعله متوتراً، وذلك يعيق علاجه، ويبعده عن الطمأنينة، وعلى الإنسان أن يتفاءل وينظر في كل شيء إلى جانبه الايجابي، ويتذكر نعم الله تعالى عليه، وأنه أحسن حالا من غيره ونحوه هذا مما يبعد عن التشاؤم.

وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في أكثر من موقف فقد قال:"إذا قامت الساعة، وفي يد أحدكم فسيلة فليزرعها" (35). وهذا منتهى الإيجابية، والأمر النبوي بالعمل للدنيا كأننا نعيش أبداً، والعمل للآخرة كأننا نموت غداً يفيد هذا المعنى أيضاً.

ولذا نجد النبي صلى الله عليه وسلم يحذرنا مما يقود للأفكار السلبية، فقد نهى عن قول: (لو) (36) فإنهم تفتح باب الوساوس السيئة، وتمنع عنه السكون لقدر الله والتفكير بشكل إيجابي نافع.

وبعد: فإن إصابة بعض الناس بالأمراض من سنن الله الكونية وقضائه النافذ في عباده كما قال تعالى:"ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين".[سورة البقرة: 155]. ومتى أيقن الإنسان بذلك وعرف ثوابه عليه ما دام مؤمناً؛ صار قوي الإيمان صادق العزم، وليتأمل قول الله تعالى:"أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون".[العنكبوت:2].

اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين، واربط على قلوبنا واهدها، وارزقنا الرضا عنك، اللهم عافنا واعفنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

__________

(1) صحيح مسلم (Cool عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

(2) سنن الترمذي (2144)؛ وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2439).

(3) صحيح مسلم (2653).

(4) صحيح مسلم (771).

(5) صحيح البخاري (2999).

(6) صحيح البخاري (5323)؛ صحيح مسلم (2571).

(7) سنن الترمذي (2396) وحسنه، وقال الألباني: حسن صحيح في صحيح سنن الترمذي (2/5)، وصحح ابن حبان شاهدًا له من حديث عبد الله بن مغفل (2455 موارد الظمآن).

(Cool صحيح البخاري (5641).

(9) مسند أبي يعلى (10/482)؛ المستدرك للحاكم (1/344). قال الهيثمي رجاله ثقات (مجمع الزوائد 2/292) وقال الألباني: حسن، انظر: صحيح الجامع الصغير (1625).

(10) صحيح البخاري (5653).

(11) صحيح البخاري (5652)؛ صحيح مسلم (2576).

(12) مصنف ابن أبي شيبة (3/247).

(13) زاد المعاد (4/195).

(14) سنن الترمذي (2396)؛ ابن ماجه (4031) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

(15) سنن الترمذي (2398)؛ ابن ماجه (4023)؛ وابن حبان (2901 الإحسان) وصححه.

(16) صحيح البخاري (5646)؛ صحيح مسلم (2570).

(17) انظر: تفسير الطبري (23/167).

(18) صحيح البخاري (2996).

(19) مسند الإمام أحمد(2/108).

(20) مدارج السالكين (2/152).

(21) صحيح البخاري (5671) ؛صحيح مسلم(2680).

(22) صحيح البخاري (5647)؛ صحيح مسلم(2571).

(23) عدة الصابرين ص 314 .

(24) انظر: تفسير الطبري (28/123).

(25) صحيح البخاري (5999)؛ صحيح مسلم(2754).

(26) سنن الترمذي (2807) وحسنه.

(27) صحيح مسلم(2807).

(28) صحيح مسلم(2963).

(29) صحيح البخاري (1469)؛ صحيح مسلم(1053).

(30) صحيح البخاري (6345)؛ صحيح مسلم(2730).

(31) سنن الترمذي (3524) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4777).

(32) سنن أبي داود (5090)؛ مسند أحمد (5/42)؛ وصححه الألباني في صحيح الجامع (3388).

(33) سنن الترمذي (3505)؛ مسند أحمد (1/170) الحاكم (1/505) وصححه ووافقه الذهبي.

(34) مسند أحمد (1/391) وسند صحيح.

(35) مسند أحمد (3/183)، الأدب المفرد للبخاري (479) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (9).

(36) صحيح مسلم(2664).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://enfandiabete2012.rigala.net
 
أثر الإيمان بالقضاء والقدر في علاج المريض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
nos enfants face a la glycémie  :: الشريعة الاسلامية-
انتقل الى: